أنا لا أعرف ماذا أقول أو أحكي عن حياتي مع أم زوجي، فقد تحملت على مدى أحد عشر عامًا أشغالاً شاقةً في بيت واحد معها.
وكانت تُسْمِعني من الكلام ما لا يُعْقَل أن يُقال، ولكني بطبيعتي- وللأسف- لا أستطيع الرد أو الدفاع عن نفسي.
وكنت أسكت وأرضى، وكثيرًا ما دعوت الله أن يبعدني عنها، والحمد لله فقد سافرنا بالفعل أنا وزوجي إلى السعودية.
ولكنها لم تتركني في حالي أيضًا، وتوعدتني بقولها (هتروحي مني فين، هتلفي وترجعيلي تاني)!! وفتحت شقتي بعد سفرنا، وعاشت فيها ولم أستطع الاعتراض كالعادة.
وقضينا سنتين هناك، وعندما كنا نعود في الإجازة كانت تحسن معاملتي إلى حدٍّ ما، ولكن مطالبها من زوجي كثيرة ولا تنتهي.
فلم تترك لنا أية فرصة للادخار، خاصةً بعد أن جاءت لتحج على نفقة زوجي، واشترت من الهدايا ما لا حصر له.
ولم يشارك بقية أبنائها في نفقات الحج.. ثم تعود لتؤنبنا أننا في سفر بلا ثمن لأننا لم ندخر شيئًا!! دلوني كيف أتصرف، خاصةً أني في غربة ولم أجد من أتكلم معه أو أثق به سوى موقعكم الهادف؟ وشكرًا لكم.
- تجيب عن الاستشارة: أسماء صقر الاستشاري الاجتماعي:
الأخت الفاضلة..
العلاقات الطيبة فضل من الله ونعمة لا يدركها إلا من يفتقدها أو يعيش عكسها، ولكني أولاً أود أن أهنئك على عدة أمور.
أولها: ما قلتيه بأسف عن أنك راضية ولا تردين الإساءة.
وثانيها: عن برِّكما بها من حجها والهدايا والمال التي استأثرتما بأجره عند ربكما من دون بقية أبنائها.
وثالثها: نعمة سعة الرزق والسكن والذرية، فبورك لك ذلك كله.
أتعرفين مَن هذه المرأة التي تحدثت عنها؟ إنها أنتِ في المستقبل مع ابنك!.
كيف تحبين أن يكون معك؟
هل ستعتبرين الأمر طبيعيًّا أن تؤدي فريضة الحج على حسابه وتأتي بالهدايا وغيرها ثم تعودين سعيدة إلى بيتك؟
هل سيكون أمرًا عاديًّا أن يشتري لك ما تحبين وما تريدين من غير أن يوفِّر ليدخر بعض المال؟!
لا أخفيكِ أني ربما أرى تقصيرًا من زوجك ومنك في مراعاة شعورها وغيرتها على ابنها الذي تراه حقًّا أصيلاً وملكًا لها قبل أي فرد آخر؛ ما يدفعها إلى تعويض ذلك الشعور المعنوي وجرعة العاطفة التي تنتظره منه، بالحصول على مقابل مادي تثبت به دائمًا أنها في المقدمة، وأنها الأولى عند ابنها وعلى رأس أولوياته.
طبعًا لا تفهمين مني أني أوافق ضمنًا على سكن شقتك بغير سبب وجيه وأنت غير موجودة فيها، ولا الكلام السيئ الذي تتحدثين عنه.
ولكني أطلب منكي أن تتوجي نجاحك حتى الآن باستحضار النية في بعض الأمور التي قد ترهقك والأخرى التي قد تؤذيك، ولا تنسي أنه لعلَّ الرزق الذي ترزقانه ليس له من الأسباب إلا عطاؤك وزوجك لها.
واستمري في الدعاء؛ ولكن اجعليه دعاءً بتآلف القلوب، وأن يرضيك الله في زوجك وأبنائك.
وقبل ذلك كله أن توجِّهي زوجك وتبذلي معه والأسرة كلها في التعبير القولي والفعلي عن مشاعركم نحو الأم، وتأكيد أنها الأولى والأهم، وستبقى كذلك دائمًا في القلب والعقل.
الكاتب: أسماء صقر